تصادف الذكرى السابعة لمجزرة الشعيطات التي قام بها تنظيم الدولة الإسلامية وبشكل خاص كتيبة البتار الليبية والمقاتلين الأجانب ” المهاجرين” في شهر أب من عام 2014 ضد أبناء عشيرة الشعيطات في محافظة دير الزور. تشكل عشيرة الشعيطات جزء من قبيلة العكيدات المنتشرة في الجزيرة السورية. تعتبر هذه المجزرة من أكبر المجازر التي ارتكبها التنظيم في سوريا حيث يقدر عدد الضحايا بين 1000-1200 شهيد وحتى اليوم لا يوجد توثيق دقيق لأعداد الضحايا.
استهدف التنظيم أبناء العشيرة على مدار أكثر من أسبوع امتد تقريباً من الثامن من شهر أب حتى الخامس عشر وذلك على خلفية مقاومتهم للتنظيم ورفضهم لسلطته في قرى غرانيج والكشكية وأبوحمام. خاضت العشيرة معارك ضد التنظيم انطلقت شرارتها أثر حوادث اعتقال وتصفية طالت بعض أبناء العشيرة وأدت إلى انتفاضها ضده مما دفع التنظيم لإصدار فتوى الردة بحق العشيرة نتيجة رفضها لمبايعته والإذعان له. رغم المقاومة الشرسة لأبناء العشيرة استطاع التنظيم هزيمتها وفرض سلطته على مناطقها وقام بتصفية أبناءها ودفن ضحاياه في مقابر جماعية تم اكتشافها مؤخراً بينهم أطفال ونساء ورجال وشيوخ. كما قام التنظيم بمصادرة ممتلكات أبناء العشيرة ونهب منازلهم وتهجيرهم قسراً خارج مناطقهم.
تعتبر حادثة عشيرة الشعيطات أحد أهم النماذج للمقاومة المحلية ضد التنظيم وسلطته وانتهاكاته بحق المدنيين ومن أفظع المآسي التي قام التنظيم بارتكابها بحق المدنيين السوريين. حتى اليوم توجد مئات العائلات التي لا تعرف مصير أبنائها وتنتظر أجوبة لأسئلتها عما حصل معهم كما تنتظر تحقيق العدالة ومحاسبة المسؤولين عن هذه المجزرة. في الذكرى السابعة لمجزرة الشعيطات، يتمنى تحالف أسر الأشخاص المختطفين لدى داعش الرحمة لأرواح الشهداء والسلوان لعائلاتهم.