توثيق حالات الخطف والإخفاء القسري هو الخطوة الأولى في عملية البحث عن المفقودين وكشف مصائرهم. هذه الخطوة يجب أن تقطعها أُسر الضحايا المفقودين بأن تُسجل واقعة الخطف أو الاعتقال المؤدية إلى الاختفاء، كما يجدر بها توفير كل ما يمكن من معلومات دقيقة حول تفاصيل الواقعة. ولا يجب أن يتوقف دور أُسر المفقودين عند التوثيق، بل يجب أن تتوفر لديها إرادة متابعة قضية المفقودين في ما بعد عملية التوثيق؛ كما يجب أن تعمل على بناء رأي متماسك وموحد قدر الإمكان لمواجهة أي تغيرات في البيئتين السياسية والأمنية يمكن أن تؤثر على ملف المفقودين.

انطلاقًا من هذا التصور، تُنظِّم رابطة “مسار”، تحالف أُسر الأشخاص المختطفين لدى تنظيم داعش، حملة تواصل وإعلام على امتداد شهر كامل للتعريف بضرورة توثيق المفقودين في سورية من خلال التركيز على توثيق حالات المختطفين لدى تنظيم داعش إثناء سيطرته على مناطق في سورية. تتوجه الحملة، بالدرجة الأولى، إلى أُسر الأشخاص المختطفين لدى تنظيم داعش، التي سبق أن وثَّقتْ مفقوديها لدى رابطة “مسار” خلال العامين الماضيين، من أجل اطلاعها على مجريات العمل التالي للتوثيق. إلّا أن الرابطة تحاول عبر التواصل مع أُسر المفقودين إلى المُساهمة في بلورة “مجتمع ضحايا” الإخفاء القسري في سورية أيضًا بوصفه مجتمعًا ذي سمات واحتياجات ومطالب ومُشكلات خاصة به. وهذه تتطلب بداية إدراك أفراد مجتمع الضحايا هذا خصوصية وضعهم ودورهم في حمل ملف المفقودين إلى نهايته المأمولة.

ولهذا تُشدد الحملةُ على معيار كشف المصير بوصفه غاية التوثيق وغاية حركة مجتمع الضحايا في سورية. ولضمان الوصول إلى هذه الغاية يجب أن تخضع عمليات التوثيق إلى معايير موحدة مُفضية إلى كشف المصير، كما يجب أن تتوفر مؤسسة أممية تتبنى مركزية دور الضحايا ورؤيتهم وتكون قادرة على تنظيم وتحزين وإدارة البيانات الناتجة عن أعمال التوثيق وصولًا إلى كشف مصائر المفقودين.

تشمل حملة “معًا لأجلهم” ست جلسات نقاش وشريطين مرئيين وبوسترين وعددًا من النصوص الصغيرة. هذه المواد جميعًا تركز المفاهيم الرئيسة المتعلقة بقضايا المفقودين وبالمؤسسات ذات الصلة بالمفقودين وبالمسارات المُحتملة اللاحقة لأعمال التوثيق.