في قلوب مُثقلة بالحزن والأسى ننعي أحبة لنا، آباء وأمهات وابناء وبنات وأخوة وأخوات وأزواج وزوجات وأصدقاء ورفاق درب مِمَنْ قضوا في زلزال سُجل واحدًا من أكبر الكوارث الطبيعية في العصر الحالي. ننعي عائلات وذوي معتقلين و مخفيين قسرًا قضوا تحت الأنقاض قبل أن يروا وجوه أحبتهم أو يكشفوا عن مصيرهم، قضوا ولمّا يتعافوا بعد من تبعات الاعتقال والإخفاء القسري والتهجير.
فقدنا عائلات كاملة كُنّا نأمل نجاتها لولا فشل كل الأطراف الدولية والأممية في الاستجابة لأزمة الزلزال ولولا سعي النظام السوري إلى استغلال مأساتنا لتعويم نفسه ومسارعته إلى تقييد أعمال الإغاثة والإنقاذ وتسييسها والاتجار بها. إن الشعور بالصدمة جراء تلكؤ المجتمع الدولي وانتهازية الأطراف المحلية لا يجب أن يحرف الأنظار الحاجة المُلحة لاستجابة طارئة تتناسب مع حجم الكارثة.
وبغية استدراك ما يمكن استدراكه لا يزال المجتمع الدولي مُطالبًا بالتحرك الفوري، الآن وقبل فوات الآوان، عبر الحدود للمساهمة في أعمال الإنقاذ وإيصال المعدات والمستلزمات الضرورية للفرق المحلية العاملة على الأرض.
كما لا يزال مطلوبًا من المنظمات الإنسانية الدولية ومنظمات المجتمع المدني في العالم كله أن تمارس الضغط على صانعي القرار ورفع الصوت من أجل إنقاذ َمَنْ يمكن إنقاذهم وإغاثة المُتضررين الذين يعانون أصلًا تبعات صراع مُركب منذ 12 عامًا.